كــــــلــــــمتــــــي : مجـلة سياسـية ثقافـية اجتماعـية

أهـــلا بكم على موقع |كـــــلمـــــــتي| الالكتروني ! نتمني لكم قراة ممتعة و يرجو طاقم عمل كلمــــــــــتي أن تنال |كــــلمـــــــتــي| اعجاب و رضا الجميع ..... نحن مستعدون لاستـــقبال انتقاداتـــكم و ارائكم المختلفة على البريد الالكتروني التالي الخاص بالمجلة و نطلب من كل من يحب أن يـــشارك في كلمتي ارسال مشاركته على هذا البريد الالكتروني kalimati.fnsp@sciences-po.org

١٧‏/٠٤‏/٢٠٠٧

فيلم عن التزمت و التطرف خالي من المسلمين


فيلم عن التزمت و التطرف خالي من المسلمين
بقلم أحمد بدر


سوف يُصدر كل شهر في مجلة كلمتي نقد حول فيلم عربي أحثكم على مشاهدته ، سواء كان هذا لأسباب تاريخية أو اجتماعية أو حتى إنسانية. و بالطبع جميع الأفلام التي سوف يُكتب عنها بحوزتي ، مما يعني أنه يمكنني أن أعطيها لكم في أي وقت. الفيلم الذي سوف أتحدث عنه في هذا العدد هو الفيلم المصري بحب السيما. قد لا يكون الكثير منكم سمع عن هذا الفيلم. هذا طبيعي ، فهو غير معروف على الإطلاق في بقية العالم العربي. حتى في مصر لم يلق ‘بحب السيما’ نجاحاً جماهيرياً واسعاً مثل فيلم عمارة يعقوبيان ، بل قوبل بالكثير من النقد و حتى بدعوة قضائية لمنعه من دور العرض !! هذا أمر مؤسف للغاية ، فهذا العمل السينمائي من أفضل ما أنتجته السينما المصرية في السنوات الماضية ، و هو بمثابة شعاع نور يسطع من بين ستوديوهات سينمائية راكدة اعتادت على إعطائنا كل عام تفاهات مثل بوحا و عوكل. ‘بحب السيما’ من إنتاج عام ٢٠٠٤ و لكن تدور أحداثه في فترة الستينات. الفيلم له أهمية خاصة في تاريخ السينما المصرية ، فهو أول عمل سينمائي مصري لا يحتوي على شخصيات مسلمة ، فجميع الأبطال في بحب السيما مسيحيون ، و لا يوجد أية ذكر للإسلام على الإطلاق لدرجة أن المخرج يجعلك تنسى أن الأحداث تدور في مجتمع إسلامي. و لكن هذا ليس السبب الأساسي الذي يجعل من بحب السيما فيلماً محورياً في تاريخ السينما المصرية. الأمر الأكثر أهمية في رأيي هو أن بحب السيما يمكن اعتباره أول عمل سينمائي مصري و حتى عربي يتحدث عن مفهوم الحرية بهذا العمق و الشجاعة. يتناول الحرية بكل محتوياتها و معانيها : حرية التعبير عن آراءك لنفسك و للآخرين ، حرية الفكر ، حرية التعامل مع الحياة و المجتمع و حتى الله. يروي الفيلم قصة طفل اسمه نعيم (و الذي يلعب دوره ببراعة تفوق الخيال الممثل الصغير يوسف عثمان) يحب السينما ، التي تسمى "سيما" باللهجة المصرية و التي هي هنا رمز للحرية. و لكن يعاني نعيم من عقلية أبيه المعقدة و المتطرفة و التي تنظر إلى السينما كأنها خطيئة ! والد نعيم (الذي يلعب دوره الممثل محمود حميدة) عبارة عن رمز لجميع القوى التي تسعى إلى قمع حرية الروح البشرية. يضع الوالد حدوداً غريبة لعلاقته الجنسية مع زوجته نعمة (و التي تقوم بدورها بمنتهى الذكاء الفنانة ليلى علوي) ، فهو يرى أن ممارسة الجنس مجرد وسيلة للتناسل و أنه من الخطأ استخدامها للمتعة. و مع مرور الأحداث يتضح للأب أنه يفعل كل شيء في حياته بسبب خوفه من الله ، و أنه طوال كل هذه السنوات لم يشعر بالحب تجاه الله. و تتطور الأحداث ، و تنفجر زوجة عادل ، و تصبح الأسرة على وشك الانهيار. و يرى المشاهد كل هذه الأحداث من وجهة نظر الولد الصغير نعيم الذي يعتبر ناضج جداً بالنسبة لسنه ، فهو ينظر لكل ما حوله بسخرية لاسعة. و نهاية الفيلم ذكية جداً ، إذ أنها سعيدة و مأساوية في نفس الوقت ، و بالطبع لن أحكيها لكم ! و تدور كل هذه الأحداث في سياق تاريخي كانت تعاني فيه مصر من نفس القمع الذي تعاني منه أسرة نعيم. بحب السيما فيلم يجب مشاهدته ، فهو له بعد إنساني جميل جداً يصل إلى كل المشاهدين أياً كانت جنسيتهم أو ديانتهم.

هناك تعليق واحد:

طاقم عمل كلمتي يقول...

شكرا جزيلا على هذا التقديم القيم للفلم