كــــــلــــــمتــــــي : مجـلة سياسـية ثقافـية اجتماعـية

أهـــلا بكم على موقع |كـــــلمـــــــتي| الالكتروني ! نتمني لكم قراة ممتعة و يرجو طاقم عمل كلمــــــــــتي أن تنال |كــــلمـــــــتــي| اعجاب و رضا الجميع ..... نحن مستعدون لاستـــقبال انتقاداتـــكم و ارائكم المختلفة على البريد الالكتروني التالي الخاص بالمجلة و نطلب من كل من يحب أن يـــشارك في كلمتي ارسال مشاركته على هذا البريد الالكتروني kalimati.fnsp@sciences-po.org

٠٨‏/٠٥‏/٢٠٠٧

* مقالات متنوعة*


السلاح يدق ناقوس الخطر ليفتح صمام الأمان

قتل واعتداء..جرحى وموتى..كلمات اعتادت مسامعنا على سماعها وأبصارنا على رؤيتها، ولكن في مواقف وظروف معينة كالحروب، أما ما تقشعر له الأبدان حقاً هو ما يحدث اليوم من قتل واعتداء ولكن في ظروف من المفروض أن تكون آمنة، كفاجعة فيرجينيا..تلك الحادثة التي راح ضحيتها 33 من الأبرياء من مدرسين وطلاب، وعلى الأقل 30 آخرين من الجرحى، بذلك تحولت تلك الفاجعة لتكون أسوأ واقعة قتل في تاريخ الولايات المتحدة ليليها حادث إطلاق النار الذي تعرضت له مدرسة (كولومباين) الثانوية في ابريل عام 2000م حيث ذهب ضحيتها 12 طالباً ومدرس.

السلاح الذي يعتبر أداة الجريمة، رخصة حمله بلا شك واقتناءه تمثل أحد الأسباب الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في ساحة الجريمة. إن عدنا للوراء قليلاً..لتاريخ أسباب حمل السلاح حيث كان ظاهرة طبيعية في المجتمعات البدائية تمثلت في السكاكين وغيرها من الأدوات الحادة، تطورت تلك الظاهرة اليوم وتطورت تلك الأسلحة بأشكالها التي نراها عليها اليوم. أسباب حمل واقتناء السلاح قديماً كانت متمثلة في الصيد كمصدر للمعيشة (اللباس والغذاء)، لممارسة هواية الرماية وبلا أدنى شك الدفاع عن النفس وتوفير الحماية. ولكن بعد ظهور (the bill of rights) في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الدولة التي تصدرت إحصائيات عام 2000م لامتلاك سكانها لأعلى نسبة حمل سلاح في العالم والتي عادلت حوالي 32%، بعد سن القوانين وبالأخص المدنية في عاصمة القانون فرنسا بعد ثورة 1987، بعد استنباط جون لوك القوانين والسلطات التشريعية الثلاث ألا وهي: التشريعية، القضائية والتنفيذية ليحددوا أجمعين بذلك نهاية لقيام الناس بإيقاع العقوبة والاقتصاص بأنفسهم لتتولى الدولة والقانون هذه المهمة. فإن حمل السلاح اليوم من قبل المواطنين والمدنيين بهدف الحماية، ماذا ترك للأجهزة الأمنية والشرطة والجيش؟ ما أهمية حمل السلاح إن كان الأمان سيوفر على يد الدولة؟ ما أهمية حمل السلاح إن كان يمنع استعماله؟

حقيقةً وواقعاً..حمل السلاح اليوم أمر يتعدى الحرية الشخصية ليطال الأمن الشخصي والعام، فعلى صعيد المثال ما ذنب شخص يقتل أو أن يصاب بعاهة مستديمة تقلب حياته رأساً على عقب بسبب تعرضه لحادث إطلاق نار على يد شخص آخر في إحدى نوبات غضبه أو أن يصاب ولو بالخطأ؟! وجود السلاح اليوم في المجتمعات المختلفة بشكل شرعي أو غير شرعي أصبح خطر يدق ناقوس الحذر بل ويهز الأمن والاستقرار الداخلي لأي مجتمع وبلد..يهز الأمان الذي لم تعد الأسرة تتلذذه في عشها، ولا المدرس في فصله والطالب في بيته الثاني (المدرسة)، سلبت تلك الأداة الحديدية في لحظات ما بناه الأسلاف في سنين. اليوم الأم تعيش مرتاعة..لا تعرف إن كان ابنها سيعود إليها من بعد خروجه للمدرسة أو حتى النزهة؟؟!! لا تعرف إن كانت سترى زوجها بعد خروجه نهاراً للحصول على لقمة العيش؟! هو الآخر الذي ينتابه نفس الشعور عند تركه لبيته وأولاده؟! فما يمكن أن يكون أصعب من أن يعيش الإنسان دون شعور بالأمان في بيته وعلى أرضه ووطنه؟! فما أصعب أن يمشي الإنسان في الشارع وهو يعلم بأنه قد يصاب بطلق نار في أية لحظة؟!

"وضعت القوانين لإتباعها لا لخرقها"، إن كان القانون قد وجد للحماية، فأينه من حماية أولئك؟! إن كان قد وجد لتوفير الأمن والاستقرار للمجتمع، فأينه من ذلك؟! من الأجدر به فرض نفسه كقانون يمنع حمل السلاح بل وحيازته من قبل المدنيين دون تصريح يسمح لهم بذلك (كرجل أعمال أو سياسي)، وإن كان من أجل ممارسة هواية فتلك هي أندية الرماية حيث تحفظ الأسلحة في أماكن آمنة تحت مراقبة تامة. وضع العالم اليوم مؤسف للغاية مما يعانيه من اضطرابات ومشاكل، لابد من أن تؤخذ اليوم على محمل الجد وتعالج من أجل الغد..الغد الأفضل، فلنجعل من عالم اليوم حصن أمين لأجيال المستقبل
.




دلال إقبال صنقور
e-mail: dalal.sangoor@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: